الأربعاء، 7 يناير 2015

رسالة حسين إلى اخته مها بعد استشهاد "مصطفى قرمان" زوجها






رسالة المعتقل "حسين غرير" إلى أخته "مها غرير" بعد أن علم أخيراً بخبر استشهاد "مصطفى قرمان" ..

رحل الغالي ..
وما من كلام نعيده بيننا
لا أعلم إن كنت أزيد آلامك أو كنت أواسيك و أشد من أأزرك و أزري
لا أعلم إن كان علّي ذلك ..لكن ما أعلمه تماما أني فجعتُ بشهادته
و أن الألم يعتصر روحي عندما أدركت اني لن أرى ضحكته مرة أخرى و أني لن أختلف أو اتفق معه مرة أخرى وأني لن أضع يدي بيده على دروب هذا الوطن مرة أخرى.
ما أعلمه أكثر أني أستحي من جبروتك أمامي حينما التقيتك فتماسكتي أمامي و عضضتي على جرحك من أجلي .
ما أعلمه أكثر أني طلبت من ابني أن يرسم ابتسامة على وجه الحياة ..أن يرسم الأمل في رحم الموت ,كنت حينها أطلب منه رسم هذا المصطفى.
هذا الذي زفّ لنا الحياة بعتمة القهر عروساً.
ما أعلمه أكثر أنه قال عندما اعتقلتُ أول مرة أنه تشرّف أنه صافحني يوماً .
و أنا أقول له الآن أنت الأخلاق أنت البطولة أنت الصفاء أنت الشرف الذي تجلى عليّ يوماً .
مها ..البسي ثوبك الأبيض و أرقصي زهواً أنه كان حبيبك أنه أمسك يدك أنه قبّلك أنكما عانقتما الحق معاً.
مها .. عهداً عليّ أن أتابع ما بدأناه معاً و أن أسير على الطريق الذي أضاءه بدمه و أن أتفيأ بروحه ما حييت , وأن أجعل منها شجرة بأكل منها كل ابن آدم ,لتغسل قلبه فيولد من جديد .
مها .. سوف أكمل يومي هذا حزناً و غداً في الصباح مع إشراقة شمس يوم جديد
سوف استحم و أحلق ذقني و أبدأ درب وفائي لعهدي فهل تفعلين؟


١١ كانون الثاني ٢٠١٣  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق