الأربعاء، 7 يناير 2015

رسالة حسين لزوجته وأطفاله قبل سفرهم





-ليست رسالة وداع انما وعدٌ بلقاء حيث الياسمين يضيء دربنا الى أمل يتجدد مع كل صرخة ألم وحق .
الأوراق تساقطت , حملتها الرياح بيدها ونشرتها في كل الدنيا . شحب وجه الأرض , وتلبدت السماء بالغيوم ولبست الأسود المغبر جلباباً لها .
الشمس تقاوم , تحاول شق طريقها رغم المسافات والعباب والعاصفة , تتعب , تلهث , تلتقط أنفاسها وتنهض من جديد . 
العصافير جفلت وجمعت أشياءها وفراخها وارتحلت , ارتحلت على عجل ولم تتح لها الفرصة لتقف دقيقة صمت لوداع بقايا أعشاشها المتناثرة . الأشجار وقفت هناك , يعتقدها الناظر وحيدة عارية , يائسة بائسة .
لكن آن لغير الأشجار أن يدرك ذلك الفرح الصامت النامي في أرحامها , بأنتظار لحظة ولادة لا بد أنها آتية .
ليس كل أحد يؤكل لحمه , ومصير الليمون أن يزهر , أرض الآله صرخت فتنادت الحروف لكتابة التاريخ , حان دوركم اليوم أحبائي , يجب أن ترحلوا , لا أحتمل فكرة ان أحدكم قد يصاب بأذى , سوف ارسل لكم القمر لكم حارساً , وأسأل النجوم كل ليلة عن أحوالكم , أعترف أن فراقكم ثقيلٌ على قلبي , لكنني أستطيع النوم مرتاح البال مطمئناً .
غدا عيدكم ولا أملك لَكُنَ سوى الكلمات , و أعشق عمري لأني اذا مت , أخجل من دمع أبي أخجل من دمعكن أيتها االرائعات اللاتي ملأتن حياتي حباً وكرماً , سوف أكون له ما حييت .
كنت قد بدأت أسهب برسالتي هذه وأكتب لكل منكم , الى اني فزعت لأنها بدأت تشبه رسالة وداع , فتوقفت , لانني مصر على انها وعد بلقاء عندما تعود الفراشات البيضاء لترقص رقصة النصر والفرح .
20 - 3 - 2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق